عدد الرسائل : 113 العمر : 36 الموقع : انا بلا عنوان العمل/الترفيه : تحـــــــــياتى لمن دمرت حياتى المزاج : لوز تاريخ التسجيل : 19/01/2008
موضوع: لو طلبك رسمي خليك رسمي الأحد 4 مايو - 11:14
أعزائي الكرام في بلدنا الحبيب وتميزا عن بقية الشعوب لدينا احترام الكبير واجب قومي وانحناءة الرأس مطلوبة في بعض الأحيان لأننا باختصار لازم " نطاطي" من أجل بلدنا الديمقراطي ولأجل ما نعلى ونعلى ونعلى
وكما هو المتعارف عليه في جميع المصالح والهيئات والميكروبازات لابد وأن تلجأ لاستخدام بعض الألقاب ليس من باب الذوق فحسب وإنما من باب اللي يجيلك منه الريح فالباب المقفول يرد القضا المستعجل وكما قالوا في الأمثال لولاك يا لساني ما انسكيت يا قفايا
لذلك يجب عليك أن ترقص للقرد في دولته وأيضا تقبل يده ورجليه إن احتاج الأمر فبوس الأيد ضحك على الدقون واستخدام مثل هذه الألقاب يعد فن في حد ذاته فالفن نشأ في اليمن وترعرع في الحجاز و "اتدلع" في الشام و" أترقص " في مصر
فتعالى معي نتخيل إن كنت فارسا بحق واعتليت ظهر هذا الحصان المدعو اللسان لكي تقضي طلب ما مجرد ورقة على عرض حال دمغة فانك يا عزيزي ستحتاج إلى قاموس من الألقاب لجميع الشخصيات التي ستسهل عليك قضاء حاجتك وصدقني فهذه الكلمات أقوى من أي " ملين " ستستخدمه لهذا الغرض ولنبدأها معا خطوة بخطوة
أول شيء فور خروجك من البيت ستلتقي بالست بركة بائعة الفجل وتصيح قائلا " ادعيلي يا حاجه " فالست بركة دعائها مستجاب بأذن الله ليس لإتمامها مناسك الحج أو حتى زيارتها للسيدة وإنما لزيارتها المتكررة فقط لقبر زوجها وسعيها بين الأسواق لجلب الرزق ناهيك عن بلوغها اليأس ليس عمرا فقط بل وحالا أيضا لذلك فهي ست بركة
بعدها ستتجه لتستقل سيارة أجرة بالإشارة بأصبعك ولكنه لن يجدي نفعا وستضطر أحيانا للوقوف أمامها بل والقفز فوقها لتسأل سائقها " فاضي يا أسطى " ولكنه حينها سيدهسك بعد أن يطحنك بكلمة " هتدفع كآم يا هندزة "
ولن تجد مفر أمامك إلا أن تتسلق نافذة – فالأبواب غير متاحة - أول أتوبيس سياحي فاخر ماركة " تاتا " ولا تنسى أن تلتقط معك يد هذا الرجل ذو العقد السادس من العمر وغير القادر على الجري واللهث مثلك وراء الأتوبيس " فالصحة على القد والأتوبيس ميعرفش حد وتنبهه لألا يسقط بقول أيدك يا حاج
وخذ في اعتبارك أيضا هذه الألقاب وأنت تلتحم مع الشعب فمثلا إذا جاء التحامك مع فتاة سمراء ممشوقة القوام من أسرة طيبة وترغب فى الاستقرار فلا تغفل عن إلقاء التحية "لا مؤاخذة يا مزمازيل" في حين ستنهرك أخرى بنظرة قد تقلع معها عيونها الأربع وقذائف من صفاتك السيئة التي ستنعتك بها نتيجة لفرمك إصبع رجلها الأصغر ففاجأها و كشرعن أنيابك قبل أن تلتهمك حياً وانهرها لإحضارها إصبعها تحت خفيك في قول خلاص يامه
وأرفس الحائط الكائن بجوارك وقل " شوية جنبك يا كابتن" وذلك إن وجدته شاب في العشرينيات من عمره يضع كمية لا بأس بها من الزبد الأصيل في شعره ويضع بأذنه سدادات عفوا سماعات مستمتعا بنهيق " بحبك يا حمار" يخرج منها في حين يوشك بنطاله في السقوط ولكنه مازال متشبثا حتى أخر لحظة حتى ينتبه لكونه كائن ذو دم أبيض عله ينتفض من مكانه ويتركه " للست أم حودة " لكي تجلس هي ورضيعها حتى لا يتمكن " حودة " من الوصول إليك ويكف عن اللعب في جميع فتحات وجهك
أما إن كان "الأخ اللي جنبك" يظهر به بعض علامات الصلاح والذي يطيح بك عند اقل " فرملة" للأتوبيس لتجد نفسك في "حجر" السائق وذلك لانشغاله بتلاوة كلام الله وحرصه الشديد على عدم مس المقابض حتى لا تنقض وضوءه عن طريق نقلها كهرباء من " آنسة " تتشبث بها فنبهه بقول لين " خلي بالك يا شيخنا " فالمسامح كريم
ولا تنسى حق الدولة حينما ينادي عليك " تذاكر يا أفندي " فهذا لقب يطلق عادة على عامة الشعب وخاصة مرتادي الأتوبيسات أمثالك ها وصلت المصلحة ستجد من ينتظرك وفي خدمتك ساهرا عليها وأسأله على استحياء ممكن يا " بيه" تخلص لي الطلب ده فيحمر وجهه ويزأر في وجهك " روح يابني الله يسهلك " عندها توجه إليه مرة أخرى بيد ممدودة بما تبقى لديك من " فكه" بعد انتشالك في المحطة فستلاحظ اختفاء جميع الأرقام الآحاد من جبهته و سوف يجيبك بكل حفاوة " تعالى أوديك للباشا يخلصهولك "
قف عندك ولا تتجهم ودق الباب بخفة ودلع وامسح أيضا نعليك قبل الدخول ويستحب أن تكون جاهزا بهدية رمزية ولتكن طقم مكتب جلد طبيعي لا تيأس أين ذهبت ابتسامتك ؟؟ فطلبك سيجاب بتوصية وبإشراف من " الباشا" وتحته إمضاء " الريس الكبير" شخصيا والذي تقع تحت يده وسيطرته زمام الأمور كلها
ها اخبارك ايه دلوقتي ؟؟ إيه " ياض " مالك هتعيط ولا إيه أجمد " يا عم " كده أمال ولازم تتعلم " يا معلم " ولازم تمشي وتخليك رسمي لو طلبك رسمي